خواطر

أين روحي؟

“وما الدنيا الا سوق كبير!”
تبتسم الفتاة موافقةً على ما يقول ،  بدون ادنى شعور انه يستهزيء بها! ولكنها لا تدري أن ما تراه جوهر الحياة في الواقع يراه هو قمة السطحية والتفاهة!
إن جلست معها لتحاورها فسيدور الحديث حول اخر صيحات الموضة، الموسيقى ، الفن، والروايات الرومانسية فقط! 
وان استدرجتها لنقاش اخر، سترد عليك بحزم ان كل شيء يدور حول الفن! وستجيب بذكاء ان ما جذب الناس للقرآن هو انه كمال الفن والابداع! فماذا بعد الفن من حديث؟
ولكن انها لا تدري ان ما تظنه فنا، ليس سوى عالم تجاري يبيع ويشتري فيها… اسفة … يبيع لها فقط! فهو المتحكم وهي العابدة بارادتها!
—————-
 كنتُ
الحياة كانت وردية بلون طلاء الاظافر المفضل لدي وبنطالي المتمرد على قواعد المجتمع!
أحمر بلون سترتي وحذائي المفضلين … كنت مفعمة برائحة البنبون الذي يملأ عطري الفرنسي!
صوت الموسيقى الصاخبة تنتشر في أركان البيت، تهزه بجنون و تكسر الحدود…
فليس هناك ممنوع او مرفوض، ولم اقبل بلا او بأي سدود!
فكنت احلق بأجنحة الجموح في عالم التابوهات و انظر مشفقة على البنات الاخريات!
فلماذا؟
لأنهن لم يتحرروا بالمركات العالمية والموسيقى الصاخبة!
كأن حرية المرء تكمن في كثرة استهلاكه لصنع الآخر!
الواقع ان عقلي السطحي غش روحي الحرة! وبدل من أن اتحرر بالعمل الجد الذي ينفع الناس، قلدت ما اراه في الافلام الدعائية التي تروج حب المادة عن الروح! وعندما تتحدث هذة الأفلام عن الروح تربطه بكل ما هو مادي وسطحي لكي تروج للمنتجات التي صنعتها! فمن سيشتري غير ذوي العقول المخدوعة ؟ العقول التي تشربت وبكل حب واخلاص لمباديء الاستهلاك ! ليصبح هذا الإنسان “متحرر” بعبوديته للمادة!
وهل تظن ان غفلتنا في عالمنا الاستهلاكي – الذي لا ينفع غير اصحاب رأس مال- ليس له دافع سوى نفع الغرب مادياً؟
اهذا كل شيء؟
فلماذا اذاً يروجون لموسيقاهم وافلامهم وملابسهم؟ لماذا يتفننون في صياغة افكارهم؟ لماذا ينتجون لك ما يمتعك بل ويتمص فكرك الخاص؟ الم تتضح الصورة بعد؟
لقد ادركت الحقيقة بعد انبهار دام لسنوات عديدة … ادركت أن الغرب المتنور -بحضارة الأندلس وغيرها من حضارات إسلامية-  يغيبنا عن واقعنا لكي نسمع ونطيع! هو يحتلنا،،، يحتل عقلنا من خلال ادواته العصرية البراقة!
———
الهوية… فيلم مصاص الدماء.
هويتي؟ فيلم توايلايت … لا دعني افكر اكثر ، سأقول لك، هويتي هي خليط من افلام وروايات غربية رومانسية، حيث يعيش الحبيبين سويا وان لم يفعلا فعلى الاقل يقبلوا بعضهم البعض! وهذا ايضا جزء من افلامي العربية الاخاذة، حيث تقبل سيدة الشاشة فاتن حمامة النجم العالمي عمر الشريف بمنتهى الحياء و الحب البريء!
فنحن نعيش في وهم صنعه لنا الغرب لكي ننسى هويتنا الحقيقة! 
—-
وليست الهوية فيلم أو أغنية!
الهوية فكر عميق …
يمكن ان يلون الفكر بعرق او لغة… ولكن في النهاية كل شيء يتلاشى أمام هذا الفكر.
ومن صنع هذا الفكر؟ شاعر؟
وما هو بقول شاعر!
كاهن؟
وما هو بقول كاهن!
فإلى من ننتمي؟ فممن اذاً تكون هويتنا؟
تنزيل من رب العالمين
فنحن من روح الله وسنعود إلى هذة الروح يوماً! 
فإنتمائنا إلى خالقنا وبارئنا
الذى حررنا بعقول تفكر وتتحرر من بعضها البعض لكي تتحد في أمر واحد وليس شيء بعده … نتحد في طاعته!
وما خلقت الأنس والجن إلا ليعبدون!
———
من الاستهلاك الى التنوير:
وحين رأيت نورا يمشي على الارض لم افيق من حلمي، لأنه لم يكن حلم!
بل كان الواقع!
الواقع انني عشت في ظلام … ظلام الغفلة … ظلام الأعراف … ظلام الجهل والكبر!
نعم كبر الشيطان الذي اخرجه من الجنة! الذي ادخله جهنم!
الكبر الذي صنعناه بأنفسنا عندما ابتعدنا عن اصلنا الإسلامي وبحثنا عن جوهر براق فارغ المضمون من الغرب!
وليس الاستهلاك هو الشراء وحب اعلامهم فقط! فكم من مستهلك يظن انه مثقف ومتنور وهو في الواقع مستهلك لأفكار البشرية الهشة!
———-
لا تتكبر لأنه يكفيك
اليس الله بكاف عبده؟!
———-
ولتصنع على عيني:
واصتنعني من جديد عند باب مسجد مصطفاه و روضته، عند مسجده الحرام ، عند الابتلاء ، عند المرض ، عند الصدمات ، عند الهفوات ، عند معصيتي وتوبتي!
عند دروس الدين واجتمعات الرأس ماليين و موالي الطغاه!
عندما افقت على الصدمة ، اراد الكريم آن يحدثني بالقرآن… عندما قرأته بعين تبصر!
هناك فقط افقت من غفلتي وشعرت انني بحق…  اكون!
——-
أين روحي؟
كادت أن تنتشل من داخلي … ولكني اسعى لإحيائها بالإيمان!
—–
قلب ينبض بحبك يا نور القلوب…
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اليس الله بكاف عبده؟
وكما قال الفاروق نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله 
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة
====================================================
أميرة حلمي
٢١/١١/٢٠١٢

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى