ملخصات كتب

تلخيص كتاب لغات الحب الخمس عند الأطفال

ملخص كتاب “لغات الحب الخمس عند الأطفال”

للكاتبين: جاري تشابمن و روس كامبل

تلخيص: أميرة حلمي

تنويه هام: لا يجوز نشر هذا المقال بدون إذن صاحبته، ويمكن فقط مشاركته من خلال الرابط الخاص به.

نبذة عن الكتاب:

كتاب لغات الحب الخمس عند الأطفال هو كتاب من سلسلة الكتب الأعلى مبيعاً للكاتب جاري تشابمن. كتاب لغات الحب الخمس يتكلم بشكل عام عن إصلاح العلاقات بين الناس من خلال فهم لغة الحب الخاصة بهم. تشابمن يقوم بجولات في الولايات المتحدة يحاضر الناس عن هذة الفكرة التي أتبعها الكثيرون وغيرت في حياتهم للأفضل. كتاب لغات الحب الخمس عند الأطفال هو أحد الكتب في السلسلة، التي تضم كتب مثل: لغات الحب الخمس عند الرجال، المراهقين، للعُذاب، مع الله… وغيرهم من الكتب في هذة السلسلة.

وفي هذا الكتاب يشارك تشابمن كاتب آخر، وهو روس كامبل، أستاذ مساعد في طب علم نفس الأطفال و كاتب متخصص في التربية.

مقدمة:

الفكرة الرئيسية التي يدور حولها الكتاب هي الحب الغير مشروط. وكيف يمكن لهذا الحب أن يحل المشاكل في جميع العلاقات الأسرية، بالتحديد إذا تعرفنا على طريقة التعبير عن الحب المفضلة عند الشخص الذي نتعامل معه.

يشرح الكتاب أننا يجب أن نحب أطفالنا بلا شروط، مهما فعلوا من أخطاء، ولا نشعرهم أن حبنا لهم مشروط بحسن سلوكهم أو تصرفهم على الوجه الذي يرضينا.

“الحب الغير مشروط، هو الحب الكامل الذي يتقبل الطفل على ما هو عليه ، ليس حب مبني على أفعاله. أيا كان ما يفعله الطفل هو يعلم أن الأب/الأم يحبونه.

ولذلك فالطفل الذي لديه رصيد كبير من الحب الغير مشروط، لديه قابلية وتقبل أفضل لقبول او سماع كلام أهله.

وهذا يذكرني بأداة هامة في التربية الإيجابية تتكلم عن أهمية بناء العلاقة مع الأطفال قبل التفكير في تصحيحهم أو تعليمهم الصواب من الخطأ. connection before correction

وبناء علاقة جيدة مع أي شخص، وليس الأطفال فقط، يبدأ بحب خالص لا ينتقص مع تغير الظروف او السلوكيات، حيث أنه حب غير مشروط. 

وهنا ينوه الكاتب أن الحب الغير مشروط ليس له علاقة بتدليل الطفل. بالتدليل (الدلع) واقعيا هو تنفيذ جميع احتياجات الطفل المادية بدون تدريب الطفل جيداً للتعامل مع الحياة بشكل واقعي ويعتمد على نفسه. أو تلبية جميع رغباته ظنا منا أنه ظلم له إذا رفضناها.

ودائما ذكر نفسك بالأتي: 

من الطبيعي أن يتصرف الأطفال حسب عمرهم، والكثير من تلك التصرفات غير سارة إليك، ولكنها مع الوقت والحب ستزول مع نضوجهم. 

فإن أحببتهم فقط عندما يطيعوك أو يرضوك، لن يشعرو ابدأ بأنهم محبوبون بصدق، وذلك سينتج لرؤية مشوهة لذاتهم، إنعدام ثقتهم بأنفسهم، شخصية مهزوزة، غضب و توتر، وذلك سيعيق نموهم ونضجهم.

لغات الحب الخمس:

اللغات الخمس هي: التلامس الجسدي، كلمات التقدير، تكريس وقتاً خاصاً، تلقي الهدايا، وأعمال الخدمة.

ويجب التنويه أنه لا يمكن التعرف على لغة الحب لدى طفل أقل من خمس سنوات، ولذلك نعبر عن حبنا لهؤلاء الصغار بجميع لغات الحب.

التلامس الجسدي:

علينا إشباع أطفالنا بلغات الحب الخمس جميعها، مع التركيز على التعبير بلغتهم الخاصة.

فهناك لغة الحب الجسدية، وهؤلاء هم الأطفال الذي يحبون اللمس والتقبيل والضم.

لغة الحب الجسدية لغة ضرورية جداً بالتحديد عند الرضيع.

ومن أفضل طرق الحب الجسدية هي ضم الطفل أثناء قراءة قصة، فهذة لحظات ترابط جسدي أثناء المشاركة في نشاط عاطفي ويكوّن لديه ذكريات تبقى مع الطفل طوال عمره.

وينوه الكاتب على الفكر المغلوط عند بعض الأباء الذين يظنون أن الذكور لا يجب عليهم ضمهم وما إلى ذلك. وهذا خطأ شديد في الفهم.

عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قبَّل النَّبِيُّ ﷺ الْحسنَ بنَ عَليٍّ رضي اللَّه عنهما، وَعِنْدَهُ الأَقْرعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ الأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشرةً مِنَ الْولَدِ مَا قَبَّلتُ مِنْهُمْ أَحدًا، فنَظَر إِلَيْهِ رسولُ اللَّه ﷺ فقَالَ: مَن لا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ متفقٌ عَلَيهِ.

عندما لا تعطي طفلك الحب الذي يريده منك، فكيف تتوقع منه أن يعطيك الحب، الطاعة، التفاهم؟

ولكن كيف تعرف أن لغة حب طفلك هي التلامس الجسدي؟

تحكي مارلين بعد حضورها ندوة عن لغات الحب الخمس أنها لأول مرة تتعرف على لغة طفلها البالغ من العمر ١٢ عام. تقول أنها بعد كل هذة السنوات أدركت لماذا كان يضايقها طفلها أثناء غسل الصحون ويضع يده على عينها، ولماذا كان يقرصها او يجذبها من يدها عندما تمر بجانبه، ويفعل نفس الشيء مع أبيه ولكن ينتهي بهم الأمر إلى جولة مصارعة يستمتع بها كلاهما. 

“كل هذة السنوات كان يلمسني بطرق مختلفة لأن لغة حبه هي التلامس الجسدي، وكان يجدر بي أن أردها بحب عن طريق الإحتضان او التقبيل او الدغدغة.” وتعترف مارلين أن طبعها عكس ذلك لأن أهلها لم يكونوا يعبروا عن حبهم بالتلامس الا قليلا، وأدركت أيضا أن هذه هي لغة حب زوجها. فبدأت أن تتعلم وتحاول أن تعبر عن حبها لهم بلغتهم الخاصة. وكذلك هم تعرفوا أن لغة الأم هي أعمال الخدمة، فبدأوا بإضافة بعض المهام المساعدة في المنزل.

ودائما يختم الكاتب كل فصل بجواب بعض الأطفال على سؤال واحد: هل يحبك أهلك؟ ويكون الجواب مبني على لغة الحب الخاصة بهم، سواء كان بنعم يحبونني لأنهم يحتضنونني مثلاً عندما أعود من المدرسة ويقبلوني قبل النوم الخ… أو لا أشعر أنهم يحبوني، لأنهم لا يقبلوني أو يلمسوني الا نادراً وهكذا.

> إذا كانت لغة الحب لدى طفلكم هي التلامس الجسدي، فيمكنكم:

-عندما تودعوهم احتضنوهم جيداً، وانزلوا لمستوى طولهم اذا كانو صغار.

-إذا كان طفلك قلق أو متوتر، ربت (طبطب) على رأسه ليهدأ.

-إذا أدبت طفلك او وبخته على فعل خطأ، احتضنه بعد ذلك حتى لا يسيء فهم تأديبك، ويعرف أن تصرفك مبني على خطأه فقط، وهذا ليس له علاقة بحبك وتقديرك له الغير مشروط.

-أحتضنه عندما تشاهدون التلفاز معاً أوما شابه.

-حدد حركة تفعلوها عندما ينجح في أمر ما، بإعطائه كف او شيء من هذا القبيل.

-شاركه في ألعاب/رياضة بها تلامس الجسدي.

-اقرأوا قصص سوياً.

-غنو سوايا أغانٍ بها حركات كالتصفيق والقفز واللف والتلامس الجسدي.

-شاركوا في حضن عائلي جماعي مهما كان عمر الأطفال.

لغة الحب الثانية هي كلمات التقدير:

وهؤلاء هم الأطفال الذين يفضلون أن يقال لهم كلمات إيجابية سواء لسبب أو بدون. كلمات إيجابية عاطفية كأحبك بدون وضع شرط لها، بمعنى أحبك فقط وليس أحبك لأنك منظم وما إلى ذلك. وأيضا كلام تقدير يثني على أفعالهم وادائهم بإستمرار.

وهنا نتكلم عن نقطة هامة يوضحها التربية الإيجابية، وهي الفرق بين المدح و التشجيع، وأن المدح القليل مين حين لأخر شيء محمود ولكن ما يجب علينا الإستزادة منه هو كلمات التشجيع التي تحفز الطفل على التقدم والثقة بالنفس و الرغبة في التغيير لذاته وليس إرضاءً للأخرين بدون تفكير. مثال عالتشجيع هو أن نقول له بعد فعل جيد “بالتأكيد أنت فخور بنفسك” او ” أنا أثق بقدرتك عالمحاولة ” وليس قول هذا يرضيني أو أفعل كذا حتى يقول الناس عنكِ أنكِ طفلة جيدة … الخ

ويوضح الكاتب عن حدود الإطراء أو الثناء، ويقول أنه يوجد أهالي يبالغون بشدة في الإطراء، حتى يصير الطفل شيء من إثنين، لا يصدقها ويظن أن أهله يكذبون عليه، لأنه يعلم جيداً أنهم يثنون على شيء لم يفعله أو يصفون فعله بأنه غير طبيعي وهو طبيعي جدا، بل قد يكون أقل من الطبيعي. أو في حالة ثانية يتعود عليها ويصير لديه فهم مغلوط وغير واقعي على قدراته، حتى يخرج للعالم الخارجي ويصدم بأنه شخص طبيعي وقدراته طبيعية وليس بطل خارق كما أشعراه والداه، فيصدم ويتسبب بهزة شديدة في شخصيته أو في حالة ثانية يتحول لشخص مغرور من الخارج و مهزوز من الداخل ويستمر في الضحك على نفسه. وفي كلتا الحالتين الحل هو الثناء الذي لا يكون كثيراً ويكون عند الحاجة فقط، ويكون واقعي ومناسب للموقف، مثل أن لا يقول الأب لطفله بإستمرار أنه أفضل لاعب كرة ، وأنه لا يوجد طفل يلعب بهذا الشكل المميز، وأنه يلعب مثل محمد صلاح مثلا، ويستمر في ذلك. أو أن تقول أم بإستمرار أن إبنتها لديها ذكاء خارق، وهي ذكائها متوسط. الحل هو أن يتم التعبير بكلمات تقدير عند فعل الطفل شيء يستحق ذلك، ووصفه بقدر غير مبالغ فيه. مثل أنت تلعب بشكل رائع ، أعجبتني هذة الركلة عندما سدتها بعد هجوم زميلك، أو أنتِ ذكية لقد أستطعتِ أن تحلي هذه المسألة بدون مساعدتي!

وليس المقصود هنا بالطبع أن يُهمل الأهل كلمات التقدير خوفاً مما سبق، ولكن تكون كلمات حب وعاطفة تعطي الطفل الثقة بنفسه و بأفعاله كي يستمر بفعلها. ولا نقع في فخ الثناء عليه عن طريق مقارنته بغيره! 

كذلك أهمية كلمات التقدير واللغة الإيجابية في النصح والتحدث، فلن يتقبل الطفل نصحنا إذا كنا جافين، ولن يتوقف عن الصوت العالي إذا كنا نحن نتكلم أو نصيح بصوت عال!

نعم، هناك أوقات تتطلب الإشارة إلى الشئ السلبي ولفت نظرهم إليه، ولكن التوجيه والنصح الإيجابي هو من أفضل طرق الإرشاد مع الأطفال، كما تطلع عالم النفس ألفرد أدلر إلى التركيز على تحفيز الإنسان بدلاً من تحقيره، وأخذت منه جين نيلسن أفكاره وأبحاثه لتخرج لنا منهج كبير وواسع مثل منهج التربية أو التهذيب الإيجابي، الذي يعتمد على التعامل الإيجابي اللطيف والحازم في آن واحد.

وخير مثال على ذلك هو تعامل سيدنا رسول الله مع صحابته وزوجاته، ونصحهم وحثهم أغلب الوقت بطرق رقيقة ولكن حازمة لا تخاف في الله لومة لائم.

وعن معاوية بن الحكم السلمي قال: “بينما أنا أصلي مع رسول الله ﷺ، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكْلَ أُمِّيَاه، ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلمَّا رأيتهم يُصمِّتونني لكني سكت، فلما صلَّى رسول الله ﷺ فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فو الله ما كهرني (الكهر: الانتهار)، ولا ضربني، ولا شتمني. 

قال: «إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام النَّاس، إنَّما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن»”

 (صحيح مسلم:  537).

> إذا كانت لغة الحب لدى طفلكم هي كلمات التقدير، فيمكنكم:

-وضع ورقة بها بعض كلمات التشجيع في حقيبة طعام الطفل.

-ركز على أفعال طفلك الإيجابية بشكل مستمر واذكرها أمامه ، مثل: احترمت كثيراً مساعدتك للطفل الصغير في الحديقة…

-وضع رسمة طفلك أو شيء فعله بنفسه في مكان مميز لك، حتى يرى طفلك كم تقدر الشيء الذي صنعه.

-كرر كلمة أحبك عندما تنزل إلى عملك/مشوار وعندما تعود، أو عندما هو يخرج للمدرسة وغيرها.

-عندما يكون طفلك محبط ، أذكر له خمس صفات فيه تجعلك فخور به.

-وضع صورة أطفالك في محفظتك/مادليتك وتكلم عنهم عندما تكون مع الأصدقاء او الأهل أمام أطفالك.

-عندما يصدر فعل خطأ من طفلك وهو يحاول فعل شيء إيجابي في الأساس، ابدأ بالحديث عن ادراكك لحسن نواياه قبل لفت نظره للخطأ.

لغة الحب الثالثة هي تكريس وقتاً خاصاً:

حيث تشارك طفلك في وقت خاص به لعمل شيء يحبه. وهذا وقت مُركز لا تفعل فيه شيئا غير التواجد مع الطفل، تعطيه انتباهك وتركيزك وتواجدك. بالطبع هذا النوع من الحب ليس سهلاً مثل التلامس الجسدي أو كلمات التقدير، ولكنه أيضا نوع في غاية الأهمية، لا يوجد طفل لا يحتاجه مهما كانت لغة الحب لديه. فيجب على كل أم وأب أن يعطوا أطفالهم وقت مستقطع للعب معهم أو تقضية الوقت في شيء يحبونه، وليست العبرة بوقت طويل بلا تركيز أو إستمتاع، بل قد يكون وقت قصير ولكن له قيمة ومتعة وتركيز، يبني علاقة جيدة مع الطفل ويشعره بأن حبك صادق. وقد يكون هناك شخص يقضي وقتاً أطول بكثير مع طفلك ولكن بلا تركيز فيكون بلا منفعة عائدة على طفلك ومشاعره.

نعم استقطاع وقت خاص معناه أنك ستضحي بوقت آخر في جدولك، ولكن ذلك سيعني كثيراً لطفلك، وسيتذكر عندما يكبر كم أضاف هذا الوقت وبنى علاقتكما ببعضكما، ولولاه لما كنتم أصدقاء تتشاركوا الكلام ويحكي لك طفلك بحرية وصدق عن حياته. وبدون هذا الوقت المستقطع ستكون أكثر شخص بعيد عن طفلك وسيكبر ليتحول لشخص مجهول لا تفهمه ولا تعرفه ولا يهتم هو بالتقرب إليك، لأنك لم تكن متواجد في وقت سابق كان هو أشد الحاجة إليك فيها.

عندما سُئل ناثن ذو الثلاث أعوام، كيف تعرف أن والدك يحبك؟ قال”لأنه يلعب معي كرة السلة، ونغسل السيارة معاً ونذهب لصالون الحلاقة معاً”… فليس هاما أن تقضوا وقتا في عمل شيء مميز أو الذهاب لمكان باهظ الثمن، ولكن العبرة بالترابط والتركيز والاهتمام والإحترام لطفلك أثناء عمل أي شيء، ولو كان عمل شيء بسيطاً سيعني كثيراً لطفلك.

وهذا الوقت الخاص سيكون له فائدة كبيرة ايضا للتحدث مع طفلك وفهم شخصيته والتعرف على حياته بشكل أفضل. فلا تنسى النظر في العين بشكل إيجابي بإستمرار حتى تعطي طفلك الثقة في حبك واحترامك له. وأنك تراه كشخص له أهمية ولا تستهين به لمجرد صغر سنه، فهذا الصغير سيصير كبيراً غداً، فمتى تشعره بالتقبل والإحترام لكيانه كشخص مستقل، و تناصحوا بشكل أخوي وودي لا ينتقص من قيمتك كأب/أم، ولا تشعره  أن حديثكم عبارة عن تصحيح لكل ما يقول، تغافل أحيانا وتقبل، وتناصح في الوقت الهام والموقف الذي يستدعي لذلك فقط.

ويحكي الكاتب قصة سيدة مشهورة في القرن الماضي، كانت أم لعشرة أطفال، كانت تعطي لكل طفل منهم ساعة واحدة خاصة في الإسبوع.

وكما ذكرنا من قبل أهمية القراءة في التلامس الجسدي، فهي مهمة أيضا لقضاء وقت خاص، ومن المهم أيضاً استغلالها في التحدث بعد نهاية القصة عن مشاعر الأبطال في القصة، لكي يدركوا أكثر عن مشاعرهم ويتأملون حياتهم من خلال هذه المشاعر، كمشاعر الحزن، الضيق، الغضب، السعادة، الحماسة… الخ فوقت القراءة يساعد الطفل على الإسترخاء بعد يوم حافل وسريع، ويبني علاقة قوية تدوم بينكما.

بعد عمر الثماني سنوات قد يصير من الصعب إيجاد أفكار لقضاء أوقات خاصة مع الطفل، ولذلك يقول الكاتب أن أسهل وأفضل طريقة هي تناول الغذاء مع الأسرة بأكملها في وقت محدد يوميا مع جميع أفراد الأسرة. وليس بالضرورة يكون وقت الغذاء، فقد يكون وقتاً غير مناسب لأحد أفراد الأسرة، يمكنكم إختيار وقت الإفطار مثلا، أو حتى تناول الغذاء ثلاث مرات إسبوعيا مثلا.

> إذا كانت لغة الحب لدى طفلكم هي تكريس وقتاً خاصاً، فيمكنكم:

-بدلاً من تقضية وقت مع طفلك بعد إنهاء مهامك، يمكنك إشراكه في هذة المهام، كغسل الصحون، التنظيف، شراء الخضار والفاكهة الخ، نعم يستهلك وقت أكثر ولكن ستعود بالمنفعة للطفل، سيقضي وقتاً معك ويتعلم أكثر عن الحياة والإعتماد على النفس.

-توقف عنما تفعله عندما يريد أن يتحدث معك طفلك، وانظر في عينيه وهو يتكلم.

– حضروا وجبة خفيفة معاً

-عندما يتحدث إليك الصغير، انزل لمستوى طوله.

-اسأل طفلك عن الأماكن التي يريد الذهاب إليها من حين إلى أخر، وفاجئه بالذهاب إلى إحداها كل فترة.

-اذا كان عندك أكثر من طفل، اتفق مع شخص يجلس معهم، وخذ طفلك لشرب مشروبه المفضل بعد المدرسة.

-اسأل طفلك عن يومه اسئلة تحتاج إلى الشرح، وليست اسئلة إجابتها قد تقتصر بنعم أو لا.

-عندما تذهب مع طفلك إلى حديقة الأطفال، شاركه في اللعب، بدلاً من الجلوس على كرسي لمشاهدته.

يوجد الكثير من الاقتراحات في الكتاب

لغة الحب الرابعة هي تلقي الهدايا:

لا يوجد شخص لا يحب الهدايا، كبيراً أو صغيراً. بالتحديد نحب أن يتم إعطائنا الهدايا من الأشخاص الذين نحبهم. ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا. فحب وعلاقة أسرية أو زوجية بلا هدايا، ينقص منها الكثير من الحب. والكاتب يتكلم عن لغة الحب تلك، التي قد تكون اللغة الرئيسية عند بعض الأطفال، ولذلك تسأله لماذا يحبك والدك، فيقول لك، لقد اشترى لي هذه  أخر رحلة عمل، أما هذة فقط أعطاها لي عندما كنا بالخارج سوياً في العيد.. وهكذا.

وينوه الكاتب أن هناك فرق بين الهدية التي تعطى بدافع الحب الغير مشروط، أو الهدية التي يظن بها الأهل أنهم سيشترون بها حب أطفالهن بدلاً من التعبير لهن عن حبهم بالطرق المختلفة المذكورة سابقاً، ككلمات التقدير، الوقت الخاص، الخدمات و التلامس الجسدي. هؤلاء يربون أطفال سيكبرون ليتعاملوا معهم من منطلق أن والديهم بنك يأخذون منهم الأموال وكل ما يحلوا لهم. و تصير علاقتهم شبه معدومة، لأن والديهم لم يعرفوهم من الصغر، فكبروا وبعدت المسافات أكثر وأكثر حتى صارت شبه منعدمة. لن يعرف الطفل الحب وفي كثير من الأحيان لن يستطيع التعبير عن الحب بأي شكل في حياته عاماً، وقد تجلب تلك المعاملة لفساد الطفل وسوء سلوكه بسبب بحثه المستمر عن مصدر حب حقيقي يملأ هذا الفراغ الذي لم يمتلئ أبدا بألاف الجنيهات والهدايا.

كذلك إعطاء الهدايا مقابل شيء ما، أو ما يسمى بالمكافآت أو “الرشوة”، فتلك طريقة غير مثمرة. بدلاً من أن يدرك الطفل بالتكرار ومرور الوقت أنه يتوجب عليه تنظيف غرفته، يستسهل الوالد إعطائه مكافأة مقابل كل مرة يرتبها. ونفعل ذلك أيضاً لتحبيب الطفل في الدين أو حفظ القرآن، وذلك لا يجعل الطفل متعلق أبداً بالدين ولكن ينتظر دائما المكافأة، فإن غابت، غاب شغفه وقد يتحول الحب المصطنع هذا مع مرور الوقت لنفور! فالأوجب، تحبيب الطفل في الفعل من خلال التكلم عن هدف هذا الفعل الإيجابي والمنفعة العميقة العائدة إليه منه. 

عندما يشعر الطفل بصدق شعورك تجاهه، وإحترامك له وحسن معاملتك له، فلن يهمه إن كانت الهدية لعبة كبيرة أو وردة صغيرة.

> إذا كانت لغة الحب لدى طفلكم هي تلقي الهدايا، فيمكنكم:

– اختار هدايا تناسب اهتمامات طفلك.

– اصنع كروت بها أفكار لهدايا مادية ومعنوية، مثلا عزومة عشاء، وقت مميز لحكي قصص، هدية صغيرة من زيارتكم المقبلة للمتجر.

– خبيء هدية طفلك، واعطه الغاز حتي يصل لها.

-ضع هدية صغيرة في صندوق طعام طفلك في المدرسة.

– إذا كنت ستسافر، ضع رسائل وهدايا بسيطة في صندوق، ليرى واحدة كل يوم.

– فكر في هدية تدوم، مثلا نبتة يعتني بها، أو لعبة board game

-أصنع/أشتري لطفلك خاتم أو عقد تضعه يذكرها بك.

لغة الحب الخامسة أعمال الخدمة:

مما لا شك فيه أن الأمومة والأبوة، عمل خدمي، منذ اليوم الأول من ميلاد الأطفال، ويكون الوالدين في خدمة أولادهم حتى موتهم. ولكن كثرة الهدايا أو أعمال الخدمة قد تنتج طفل غير ناضج وأناني. ولذلك يجب معرفة متى يساعد الأهل ويقدموا الخدمات ومتى يتركوا الطفل للاعتماد على نفسه.

ولذلك يوضح الكاتب على أهمية تربية أطفال معتمدين على أنفسهم، لا تتم خدمتهم فندقياً، حيث أنهم لا يستطيعون تحضير فطورهم أو وجباتهم، أو تنظيف ملابسهم وتنظيف وترتيب غرفتهم. ولذلك فكل سن للطفل يستطيع أن يقوم بمهام مناسبة لقدراته الجسدية والعقلية، ويكون الأهل دائما مشجعين لهم. ولكن لا يهملهم ويرفضوا تعليمهم أو مساعدتهم عندما تصعب الأمور بشكل حقيقي وليس تمثيلي.

تجيب طفلة عن سؤال “هل يحبك والديك؟” فتجيب: بالطبع، فأمي صنعت لي فستان حفلة المدرسة بنفسها، وكذلك صنعت لإثنين من زملائي أيضاً، جعلتني أشعر بفخر شديد بها. وأبي أيضاً دائماً يساعدني في واجباتي، وهذا العام ساعدني كثيراً في مادة الجبر، لم أظن أنه يتذكر كل هذا.”

تقديم الخدمات مهم، وأيضاً تعليمهم كيف يخدموا الأخرين، وبالأخص الخدمات التي لن يأخذوا عليها أي مقابل مادي أو معنوي. كإكرام الضيف، وضيافته من أفضل الطعام والسعي على راحته. خدمة الفقراء أهم من خدمة الأغنياء، لأننا نتوقع أخذ مقابل لتلك الخدمات، ولكن مع الفقراء نتعلم ونُعلِّم أطفالنا كيف تكون الخدمة او الصدقة خالصة لوجه الله.

قال الله تعالى في كتابه الكريم:

{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)} سورة الإنسان

وتفسير هذه الآية، أن هؤلاء الصالحين كانوا يطعمون الطعام الذي يشتهون، حيث أنهم ينفقون مما يحبون، ولا يعطون ما هم مستغنون عنه غير راغبين فيه، بل مايحبونه.

ونعلم أطفالنا العطاء من خلال القدوة، نعطي فقيرنا، كبيرنا وصغيرنا، ولا نتوقع وننتظر مقابل ولو بكلمة شكر… {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} سورة البقرة

فلا جزاء خير وأجمل من عطاء الله من الرزق الطيب وبركة المال، والمعيشة والأسرة بسبب فعل الخيرات التي يرضاها الله لوجهه الكريم.

> إذا كانت لغة الحب لدى طفلكم هي أعمال الخدمة، فيمكنكم:

-ساعد أطفالك إذا أرادوا التمرن على حركات معينة خاصة بالرياضة التي يتدربون بها.

-حضر وجبة طفلك المفضلة إذا كان يومهم سيء.

-علم أطفالك عمل الخير من خلال المشاركة في نشاطات خيرية.

-فاجيء طفلك كل فترة بعمل أكثر شيء يحبه.

-ساعد طفلك في تصليح لعبة أو شيء مكسور يحبه.

…..

للتعرف على لغة الحب الخاصة بأطفالكم، يجب أولاً معرفة أنه لا يتم التعرف عليها قبل سن الخمس سنوات، وأن الأمر يحتاج إلى وقت لمعرفتها. 

ويمكنكم المحاولة من خلال 

١-رؤية الطريقة التي يعاملوكم بها، أو كيف يعبرون عن حبهم لكم 

٢-مع الأخرين. 

٣-انتبه لما يطلبه طفلك منك كثيراً، هل قبلة مثلا، مساعدة، تقضية وقت، هدايا، أم كلمات تقدير؟! 

٤- انتبه لما يشكوا منه طفلك كثيراً؟

٥- أعط طفلك الاختيار لأمرين، يمثلون لغتين مختلفتين من الحب، ومع الوقت ستكتشف ما هي لغته المفضلة 🙂

وإن لم تعرف بعد كل هذا، فيمكنك خوض تجربة ال خمسة عشر يوماً، حيث تركز بشكل كبير على لغة حب واحدة لمدة إسبوعين، وبعد تجربة كل أنواع الحب، تستطيع أن تتعرف على لغة طفلك المفضلة بشكل أسهل من خلال هذه التجربة.

ولا تنسى أنك مع إهتمامك بلغة الحب الخاصة به ، يجب أن تعبر له باللغات الأخرى لأنه في احتياج لهم جميعاً.

يعجبني رأي الكاتب حين يتحدث عن تأديب الطفل، فإنه يرى أهمية معرفة الطفل لدور والديه وإعطائهم الإحترام. ولذلك فيقول لا يوجد تأديب بدون أن يكون هناك حب وعلاقة جيدة أولاً ولن يستطيع طفلك سماع كلامك إلا عندما تكون بينكم علاقة جيداً. ولذلك فالتأديب بدون ملىء خزنة الحب لدى أطفالكم، كإستخداكم مكنة بدون زيت، سيعمل قليلاً ولكن سيخرب تماماً بعد وقت قصير.

أعرِف جيداً أن الطفل الذي يسيء السلوك هو طفل بشكل كبير ينقصه شيء جوهري. غالباً يكون رصيد من الحب عطش يحتاج أن يمتلئ، فأغلب مشاكل المراهقين هي التنافر الذي يكون بينهم وبين أبائهم، فيجب التعرف وإحترام مراحلهم العمرية، مع إعطائهم الحب بشكل يحترم تلك المرحلة.

الأطفال لا يطلبون الإهتمام أو الحب بطريقة مباشرة، ولكنهم يطلبونها بسوء التصرف، كالإزعاج ولفت النظر. في الواقع هم يقولون، أرجوك عانقني، أقضِ معي وقتاً خاصاً، أعطني قسط محسوس وملموس من الحب والإهتمام. إذا تفهّمنا احتياجهم، سندرك أن أكثر من نصف تصرفاتهم السلبية هي فقط رجاء منهم لنا للانتباه لاحتياجهم العاطفي والمعنوي، وليس واجبنا تجاههم الطعام والشراب فقط!

فلا تحرموا أطفالكم وأنفسكم من متعة الحب.. فهم قرة أعيننا <3

……

إذا أضافت لكم المقالة برجاء مشاركة رأيكم في التعليقات ومشاركتها مع أصدقائكم وكل من يريد الإستفادة 🙂

‫2 تعليقات

  1. رائعة يا اميرة يا ريت ميكونش اخر كتاب.. اضفتي ليا قراءة كتاب كامل في 10 دقايق.. جزاك الله خيرا كثيرا
    ودمجك لاحاديث ومواقف من السنة فعلا جعل المقال ثري

  2. عجبنى انك مش بتلخصى الكتاب وخلاص .. عجبنى انك كاتباه بأسلوبك واللى يتناسب مع ديننا
    بس فعلا الموضوع كبير ومش سهل ومحتاج تركيز وتخطيط .. ربنا يعين
    ربنا يبارك فيكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى